recent
أخبار ساخنة

الطريق إلى القدس لعبد الرحيم مودن

 

 


I- تقديم:

الوصف نمط من الأنماط الحكائية، ينقل من خلاله المتكلم ( الكاتب) صورة للعالم الداخلي(الأحاسيس، الخواطر..) أو العالم الخارجي للإنسان وهو نوعان: 

وصف ذاتي:وهو وصف يورده الواصف انطلاقا من وقعه عليه أو على السامع.

ووصف موضوعي:وهو وصف يضفي يكتفي فيه الواصف بنقل الأشياء كما هي في واقعها، ويؤدي الوصف وظائف منها: الوظيفة الجمالية والوظيفة التفسيرية والوظيفة الإيهامية.

II- الملاحظة:

1.دراسة العنوان:

من حيث التركيب: عبارة عن جملة اسمية مكونة من مبتدإ وخبر شبه جملة، وتدل الأولى منه على السبيل أو المسلك ، فيما تدل الثانية على المكان الذي يفضي إليه ذلك السبيل  وهو زهرة المدائن أو القدس الشريف

2.مصدرالنص:

النص مأخوذ من كتاب رحلة ابن بطوطة الجديدة.

3- فرضية النص:

من خلال المؤشرات النصية السالفة يمكن أن نفترض أن النص سيتحدث عن رحلة إلى الشام وبالضبط إلى مدينة القدس.

III- الفهم:

1-موضوع النص:

افتتح الكاتب نصه بالتأريخ  لوصوله للشام منتصف شعبان حيث عبق التاريخ والأمم الذاهبة ، معرجا على الحديث عن مدينة الخليل مبينا قيمتها رغم صغر حجما ، إذ تحتضن قبور الأنبياء، ليصل إلى القدس أشرف بقعة على الإطلاق ، ومنها عرج النبي الأكرم متوقفا عند قبة الصخرة ، مخترقا عدة حواضر في الشام كعسقلان ونابلس وعجلون ، تم حط الرحال في طبرية التي لا تنسى لاحتوائها على قبر النبي ، شعيب وموسى ، ةيوسف منهيا رحلته بزيارة بعلبك مهد التاريخ قديما، وموطن المأكل والملبس والذوق الرفيع حديثا.

IV- التحليل:

1.الوصف وعناصره:

اعتمد الكاتب على حاسة الشم في وصفه لبلاد الشام، ويدل ذلك على أن يفوح بعبق العراقة، يقول الكاتب(رائحة،رائحة، عبق، روائح الفواكه،)

2- أنواع الوصف:

ينقسم الوصف بالنظر إلى الواصف، إلى وصف موضوعي ، حيث يحرص الواصف على نقل عناصر الأشياء بأمانة، ووصف ذاتي وجداني ينقل أحاسيس الواصف بالرجوع إلى النص يمكن أن نتحدث عنه كالآتي:

- وصف موضوعي: تزخر بقبور الأنبياء،قبة قائمة فوق مكان عال، موجود في صحن مسجد صغير.

- وصف ذاتي: مدينة التسامح والنقاء، تفوح بعراقة التاريخ،روائح الطهر والصفاء.

- ويبدو أن الوصف الذاتي أكثر هيمنة وذلك لأن الشاعر انبهر بما شاهده من في بلاد الشام .

- الوصف المجمل والمفصل:

قد يأتي الوصف ناقلا لصور الأشياء في كليتها، دون التعرض لها بالتفصيل، والتجزيئ، وإذا عدنا إلى النص تبدى أن الكاتب اعتمد الوصف المجمل في حديثه عن مدينة بعلبك ، فيما اعتمد الوصف المفصل وهو يصف قبة الصخرة.

 

3- المعجم الديني:

استلهم ألفاظه وهو يصف الشام من  معجم ديني صرف، لارتباط المكان بالديانات والوحي يقول الكاتب: بيت المقدس، مسجد، طهارة ، نقاء ، صفاء،الحرمين الشريفين....

4- لغة النص:

استعاض الكاتب بلغة  انزياحية امتاعية، عن اللغة التقريرية المباشرة وذلك رغبة من الكاتب في استمالة القارئ ومخاطبة وجدانه، ويمكن التمثيل لها من النص بقول الكاتب:

رائحة التاريخ يعبق بها كل شبر....

V- خلاصة تركيبية:

انطلاقا مما سلف نخلص إلى أن الكاتب عبد الرحيم مودن ، استطاع أن يحملنا في رحلة سفر عبر حواضر الشام، دون أن نتعب من الانتقال من مدينة إلى أخرى،وذلك لاعتماده على لغة ايحائية، وصف من خلالها ما يحفل به الشام من عبق تاريخي، ونلفاه يزاوج بين الوصف الذاتي والموضوعي، وبين المجمل والمفصل مما أسهم في نقل صورة واضحة عن هذه الأماكن المقدسة.

author-img
مدونة مثابر للتربية والتعليم،دروس،تلخيص للمقررات، مراجعة ودعم، كل ما له علاقة بالديداكتيك والبيداغوجيات التربوية،تمارين،امتحانات جهوية و وطنية...

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent