-القراءة التوجيهية لمؤلف اللص والكلاب.
1- تعريف الفن الروائي: الرواية جنس أدبي نثري سردي، يسرد أحداثا واقعية أو متخيلة، وتعد أكبر أنواع القصة حجما وطولا وامتدادا: فقد يستغرق زمن الرواية جيلا كاملا. ترجع نشأة الرواية العربية إلى أواخر القرن 19 وعرفت تطورا فن الرواية بدءا من ثلاثينيات القرن العشرين على يد رواد أسهموا بدور كبير في جعل الرواية فنا متميزا من فنون الأدب العربي نذكر منهم: محمود تيمور وتوفيق الحكيم وطه حسين ويحيى حقي وغيرهم، ثم جاء الجيل الثاني الذي تفرغ كليا لفن القصة والرواية فأبدع فيهما وعلى يديه احتلت الرواية المكانة الأولى بين أنواع الأدب، فصارت الرواية متداولة بشكل كبير بين القراء، وهو جيل نجيب محفوظ ويوسف السباعي ومحمد عبد الحليم عبد الله وإحسان عبد القدوس وفتحي غانم…وقد تميزت الكتابة الروائية عند هؤلاء بطابع جمع بين التقليد والجدة. 2-طبيعة المؤلًف: رواية "اللص والكلاب "تقوم علي خط الصراع الأساسي بين "اللص والكلاب" أو سعيد مهران والمجتمع. وهذا الخط يلعب دور العمود الفقري الذي يربط أجزاء الرواية منذ أول سطر إلي آخر سطر فيها، فلا يتكلف نجيب محفوظ مقدمات لتقديم شخصياته ولكنه يدفع بالقارئ فورا إلي الموقف الأساسي في الرواية ويمكن للقارئ أن يضع يده علي الخيط الأول وبذلك لا يحس بأنه يوجد هناك حاجز بينه وبين العمل الفني. تصور رواية" اللص والكلاب" شخصية سعيد مهران بأنه لص خرج من السجن صيفا بعد أن قضى به أربعة أعوام غدرا لينتقم من الذين اغتنوا على حساب الآخرين، وزيفوا المبادئ، وداسوا على القيم الأصيلة لكي يجعل من الحياة معنى بدلا من العبثية ولا جدواها. وهكذا قرر أن ينتقم من هؤلاء الكلاب إلا أن محاولاته كانت كلها عابثة تصيب الأبرياء وينجو منها الأعداء مما زاد الطين بلة. فصارت الحياة عبثا بلا معنى ولا هدف ، ولقي مصيره النهائي في نهاية الرواية بنوع من اللامبالاة وعدم الاكتراث ولم يعرف لنفسه وضعا ولا موضعا، ولا غاية وجاهد بكل قسوة ليسيطر على شيء ما ليبذل مقاومة أخيرة، ليظفر عبثا بذكرى مستعصية، وأخيرا لم يجد بدا من الاستسلام،فاستسلم . 3- دواعي التأليف: " اللص والكلاب"رواية مستوحاة من واقعة حقيقية بطلها " محمود أمين سليمان " الذي شغل الرأي العام لعدة شهور في أوائل عام 1961. وقد لوحظ اهتمام الناس بهذا المجرم وعطف الكثيرين منهم عليه،فقد خرج " محمود أمين سليمان "عن القانون لينتقم من زوجته السابقة ومحاميه لأنهما خاناه وانتهكا شرفه وحرماه من ماله وطفلته وكان هذا سببا هاما من أسباب تعاطف الناس معه، ولتحقيق انتقامه ارتكب العديد من الجرائم في حق الشرطة وبعض أفراد المجتمع، فأثارت هذه الواقعة اهتمام الكاتب واسلهم منها مادته الأدبية تجمع بين ما هو واقعي وما هو تخيلي فكانت رواية "اللص والكلاب". 4- صاحب المؤلف: ولد في 11 ديسمبر 1911وتوفي في 30 غشت
2006 تقلد منذ عام 1959حتى إحالته على المعاش عام 1971 عدة مناصب حيث عمل
مديراً للرقابة على المصنفات الفنية ثم مديراً لمؤسسة دعم السينما ورئيساً لمجلس
إدارتها ثم رئيساً لمؤسسة السينما ثم مستشاراً لوزيرالثقافة لشئون السينما
· جائزة قوت القلوب الدمرداشية عن رواية «رادوبيس» عام 1943
|