البيت و الوهم فرحان بلبل
{
المنظر العام:غرفة جلوس في بيت
متوسط الحال، باب إلى اليسار نافذة في الخلف,مقعد طويل في جهة اليمين ، كرسي أو
كرسيان من الخيزران في اليسار, بعض الأشياء الأخرى البسيطة...}
-
سمير: تكلم يا أبي شغلت فكرنا؟
-
الأب: كنت أريد إخفاء الأمر
عنكم طوال الأيام الماضية،حاولت ان أدبر أمري لكني لم أستطع.
-
سمير: الأيام الأربعة
الماضية؟ إنها حافلة على ما يبدو!
-
أحمد: كفى يا سمير دعنا نسمع ما يقوله أبوك..
-الأب : ماذا في الأمر؟
-
سمير:لا شيء لاشيء أتمم
كلامك يا أبي.
-
الأب: اسمعوا جيدا يا أولاد مرض أمكم خطير....
-
الجميع: ماذا؟
-
الأب: و هي بحاجة إلى عملية
جراحية مستعجلة و بارعة.
-
أحمد: نحن على استعداد
لتقديم كل معونة.
- سمير:هو الشيء الذي كنت تدبره وحدك و تخفيه عنا ؟
- الأب: المال يا بني المال ..لم أترك بابا إلا طرقته و لم أجمع إلا ثلاثة آلاف و المال المطلوب أضعاف.
- أسماء: و ما العمل؟
- الأب: ليس أمامنا إلا حل واحد ( فترة صمت و تأهب ) أن يبيع أحمد بيته.
- أحمد: أبيع بيتي؟ أبيع بيتي؟
- الأب: نعم هذا هو الحل الوحيد المبلغ اللازم كبير جدا و لا يسدده إلا ثمن بيتك.
- أحمد :و أنا ماذا أفعل؟
- أسماء: ألم تعرض معونتك قبل قليل؟
- أحمد: لم أتصور الأمر على هذا الشكل.
- أسماء: )بقوة) أكثرنا صراخا و أول المتمردين
- سمير: يجب أن تبيع بيتك يا أحمد.
- أحمد: )إلى سمير) تتبرع بما لا تملك؟
- أسماء: في بيتك انقاذ أمك.
- أحمد: أنتِ لا تعلمين كم شقيت في سبيله ...عشر سنوات و انا أتعب و أشقى ..الشيء الوحيد الذي ينسيني حرمان الماضي و يفتح أمامي طريق المستقبل.
- سمير: أي مستقبل هذا يا أحمد؟
- أحمد: أي مستقبل؟ أتسألني؟ سأتزوج،كل أحلامي هنا، أتريدها أن تتبخر مرة واحدة؟
- سمير: لا ضرورة للبيت في الزواج.
- أحمد: هراء، كيف أتقدم إلى سلمى وأنا دون بيت؟
- سمير: ألم تقل أنها هجرتك؟
- أحمد: لا تصدق ذلك، كل الفتيات يقلن هذا، ثم يقبلن.
- سمير: لا أظن ذلك.
- أحمد: لا تعلقوا حل المشكلة بي وحدي، هل تريدون أن أستجدي أولادي إذا مرضت سلمى في شيخوختها وأصابها ما أصاب أمي؟
- سمير:اعتبر
الأمر ما شئت أنت مسؤول عن أمك..
-
أسماء: أنت لا تدرك ارتباطك العميق
بوجود يكاد ينتهي بإهمالك...
-
أحمد: )
يشير إلى والده) هو
المسؤول هو المسؤول.....
-
الأب: سهامك اليوم لا تطيش يا ولدي....
-
سمير أترضى أن تموت أمك و أنت تستطيع إنقاذها؟
-
أحمد: إن أنقذتها خسرت نفسي.
)
يعتم المسرح إلا قليلا تعود الإضاءة من جديد )) أسماء و سمير يتقدمان الى الأمام و ينشدان معا(
-سادتي:
لا تسمحوا للكاتب المسكين يوما أن يسوق الحل أنتم أحسن
الكتاب دوما...
)يتراجعان قليلا تطفأ الإضاءة (ينزل
الستار.
انتهـــــــــــــــــى