تحضير لنص البيت والوهم للكاتب فرحان بلبل
I- تقديم حول المسرح:
المسرح فن أدبي نثري وشكل من أشكال التعبير.
- هو أب الفنون، تعود جذوره الأولى إلى عهد الإغريق في القرن السادس قبل الميلاد، يعتمد الحوار والإرشادات المسرحية، والحدث الذي يمثل حكاية النص المسرحي، ويقوم على الصراع الدرامي، كما يتميز بكونه يعرض على الخشبة.
- ظهر في سياق التحولات التي شهدها العالم العربي مع مطلع القرن العشرين بفعل المثاقفة عبر ترجمة أعمال "شكسبير" و"موليير" على يد "مارون النقاش"، وكذا التأثر بالمسرح الألماني البروليتاري الذي يمثله "بيرترولد بريخت"، وبعد ترجمة كتاب 'فن الشعر' "لأرسطو"، إضافة إلى تطور الصحافة والنشر، وكذا البعثات الطلابية وحملة "نابليون بونابرت" على مصر.
- مارون النقاش، توفيق الحكيم، عباس محمود العقاد، حسن لمنيعي، الطيب الصديقي، عبد الكريم برشيد، أحمد الطيب لعلج، وصاحب النص الذي بين أيدينا "فرحان بلبل"..
- التراجيديا أو المأساة، والكوميديا أو الملهاة.
- القاسم المشترك بينها هو الدراما.
· فماهي مضامين النص المسرحي؟ وماهي خصائصة الفنية والجمالية؟
II- الملاحظة:
1- صاحب النص:
- "فرحان بلبل".
- فرحان بلبل من أقطاب مرحلة النضج في النقد المسرحي العربي، عمل كاتبا ومخرجا وناقدا، ساهم في تأسيس 'فرقة المسرح العمالي' بحمص، توزعت كتاباته بين الكتابة المسرحية والنقد المسرحي.
- النص مقتطف من مسرحيته "العيون ذات الاتساع الضيق".
2- دلالة العنوان:
العنوان هو مركب اسمي يتكون من عبارتين يجمع بينهما واو العطف، إذن العنوان هو جملة اسمية تدل على الثبات والاستقرار.
- يدل البيت على المسكن والمأوى والملجأ، أي على الطمأنينة والاستقرار. بينما يحيل الوهم على الخيال، وعلى شيء غير موجود ومنافي للحقيقة. إذن يشير العنوان إلى منزل خيالي وهمي، لا يمكن الحصول عليه.
3- دلالة الصورة:
- تجسد الصورة قناعا مسرحيا، وهي تدل على بداية المشهد المسرحي.
- هذا القناع هو قناع ساخر، مما يحيل على اللامبالاة.
4- فرضية القراءة:
من خلال هذه المؤشرات نفترض أن النص هو عبارة عن نص مسرحي مقروء، يدور موضوعه حول بيت ماهو إلا خيال وسراب.
III- الفهم:
-1 المتن الحكائي:
- اجتماع الأسرة وانشغال فكر سمير بالمشكل الذي يؤرق والده.
- إفصاح الأب عن سر قلقه المتمثل في حاجته إلى المال لإجراء عملية جراحية لزوجته.
- اقتراح الأب بيع بيت أحمد لتغطية تكاليف العلاج.
- رفض أحمد الحل المقترح مقدما مبررات واهية، واتهامه الأب بالتملص من المسؤولية.
2- مقصدية الكاتب:
- يرمي الكاتب من خلال هذا النص إلى الحث على عدم التشبث بالمصلحة الخاصة والتضحية في سبيلها بالأهل والمصلحة العامة.
III-الفهم:
1- الشخصيات:
سمير: بار- حنون.
الأب: فقير، رمز التضحية.
أحمد: ميسور، أناني، عاق
أسماء: حنونة.
سلمى: شخصية وهمية، طماعة.
الأم: مريضةن بحاجة إلى عملية جراحية.
2- الزمان:
- هناك اختلاط في الأزمنة، وتداخل بينها؛ الماضي يدل على الوضعية المتأزمة للأسرة؛ والحاضر، وهو مرض الأم واجتماع الأسرة لمحاولة إيجاد الحل؛ والمستقبل، يحيل على مستقبل أحمد.
- الأيام الأربعة الماضية– طوال الأيام الماضية– فترة صمت– عشر سنوات– المستقبل.
- ينقسم الزمن في المسرحية إلى زمن واقعي هو زمن الأحداث، لحظة مرض الأم. زمن نفسي يتجلى في الحالات النفسية العصيبة التي عاشها الأب، والقلق الذي يعانيه الجميع نتيجة مرض الأم ورفض أحمد بيع بيته.
3- المكان:
- تدور أحداث المسرحية في غرفة الجلوس؛ فالمكان إذن واحد وهو البيت.
Û للزمان والمكان دور تأطيري، إذ يؤطران المسرحية في مستواها الزمكاني لإضفاء نوع من المصداقية على أحداثها.
4- اللغة:
- وظف الكاتب اللغة العربية الفصحى، ويتضح ذلك من بداية النص إلى نهايته، كما هيمن عليه الحوار الخارجي؛ وهذا طبيعي، فالنص هو مسرحية، والحوار من مقومات وأسس النص المسرحي.
5- الخطاطة السردية:
- وضعية البداية (الاستهلال): كشف الأب عن سبب قلقه والمتمثل في مرض الأم الخطير، وحاجته الماسة إلى المال لإجراء العملية لها.
- وضعية الوسط (العقدة): رفض أحمد بيع بيته، وعدم اكتراثه للحالة المتأزمة للأسرة.
- وضعية النهاية (الحل): إصرار أحمد على الرفض؛ فالوضع قد ظل متأزما، وعلى القارئ وضع نهاية لهذه المسرحية.
6- الحبكة:
- رتبت أحداث المسرحية بحسب منطق تسلسل الأحداث:
مرض الأم Ë قلق الأب Ë سؤال الأبناء عن قلق الأب Ë معرفة السبب Ë طلب الأب من أحمد بيع بيته Ë رفض أحمد بيع البيت Ë استمرار تأزم الوضع.
7- الإرشادات المسرحية:
- الإرشادات المسرحية هي تلك اللغة الواصفة التي تأثث بها فضاء المسرحية، ويمكن أن نقسمها إلى إرشادات خاصة بالمخرج، وهي تلك الجملة التي افتتح بها المشهد. وإرشادات خاصة بالممثلين، وهي اللغة الواصفة الخاصة بالشخصيات. الديكور: وصف لمكان الأحداث. المتفرج/القارئ: تلك الأقواس المبثوثة بين طيات النص المسرحي.
8- الصراع الدرامي:
- يتجلى في الصراع القائم بين أحمد وباقي أفراد الأسرة.
IV- تركـــــــــــــــــيب:
تصور لنا المسرحية مرض الأم الشديد، وحاجتها إلى عملية جراحية مستعجلة، إلا أن الأب يقف مهموما أمام هول المصاب؛ فهو لا يملك المال الكافي لإجراء العملية، وفي جلسة عائلية اقترح بيع بيت أحمد لتغطية تكاليف العلاج، إلا أن هذا الأخير رفض بحدة مقدما حججا واهية، ومتهما الأب بعدم تحمل المسؤولية. فهو إذن قد فضل مصلحته الخاصة وضحى في سبيلها بالأهل والمصلحة العامة. وقد تجسدت في النص كل مقومات المسرحية من أحداث وفضاء وشخصيات وإرشادات مسرحية وغيرها.