تحضير لنص البيت والوهم للكاتب فرحان بلبل

 - تـــمهــيــد:

المفهوم: لغة هو ما وقع عليه الفهم والإدراك، واصطلاحا تصور ذهني عام، مادي أو مجرد، لموقف أو قضية أو معطى أو واقع أو أشياء بينها سمات مشتركة.، كما أنه وسيلة ضرورية لبناء المعرفة الإنسانية. فهو يتسم بالتجريد والتعميم والتمييز والرمزية، وهو في ترحال دائم، لا استقرار فيه ولاثبات. ولاتخلو الخطابات الفلسفية والأدبية والسياسية وغيرها من توظيف بعض الآليات المفاهيمية، مثل: الحداثة والتواصل والإبداع....

- مفهوم الحداثة: الحداثة في اللغة تعني الجدة. وفي الاصطلاح يقصد بها تراكم لإنتاجات حضارية ومنافع مادية، لها انعكاس على حياة الإنسان. أوهي موقف نقدي قوامه الاستخدام الحر للعقل، لتشخيص ونقد سلطة التقليد في المجتمع. كما أنها أيضا:

- ثورة اقتصادية وعلمية تقوم على الملاحظة والتجربة،

- وثورة فكرية تعتمد على العقل،

- وثورة سياسية تروم تحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان.

وعموما فقضية الحداثة تمس جوانب مختلفة من حياة الإنسان. وتعتمد على قيم العقلانية والحرية والديمقراطية. ثم إنها تثير أسئلة كبرى لها علاقة بالعالمية والخصوصية، بالمطلق والنسبي وبالجماعي والفردي..

- أنشطة التأطير والملاحظة:

1- صاحب النص و مصدره:

محمد سبيلا كاتب مغربي، من مواليد سنة 1942 بمدينة الدار البيضاء، يشتغل في الحقل الفلسفي، التحق باتحاد كتاب المغرب منذ 1967، وهي سنة حصوله على الإجازة في الفلسفة.  له إصدارات عديدة، منها :الإيديولوجيا: نحو نظرية تكاملية، والفلسفة الحديثة من خلال النصوص، والمغرب في مواجهة الحداثة، وحوارات في الثقافة والسياسة، ومخاضات الحداثة، ومدارات الحداثة. وقد أخذ النص، قيد الدراسة والتحليل، من دفاعا عن العقل والحداثة، منشورات الزمن، العدد 39، ص:83 وما بعدها (بتصرف).        

2)- دراسة العنوان:

العنوان عبارة عن جملة اسمية، تتكون من خبر لمبتدإ محذوف، ومضاف إليه. تشير إلى الأسس والركائز والمبادئ والأركان  التي يحدث بها التجديد والتطور والتحديث ويستوي عوده. والحديث ضد القديم.

3)- فرضية القراءة:

انطلاقا من مصدر النص وعنوانه و بدايته و نهايته نفترض أنه مقالة فكرية، سيكشف  فيها الكاتب عن معالم مفهوم الحداثة وأهم مقوماتها وأسسها.

- أنشطة الفهم:

1) أفكار النص:

-مظاهر التباس مفهوم الحداثة، وبعض مقوماتها وأسسها، والصعوبات التي تواجه استنباتها في التربة المغربية.

2)- القضايا الجزئية:

- معالم الالتباس الطارئة على مفهوم الحداثة.

- مقومات وأسس ومرتكزات الحداثة.

- بعض الصعوبات التي تعترض انتشار الحداثة واستنباتها في التراب المغربي.

-مرحلة التحليل:

1) معجم النص:

الحقل الدال على الحداثة	الحقل الدال على التقليد
مقومات الحداثة، مفهوم الحداثة، المجتمع الحداثي، شعارا سياسيا، فكرة، محتويات المفهوم، أسسه الفكرية، طريق الحداثة، التحديث، التحديث السياسي، التحديث الاقتصادي، الحداثة، الحداثة المرجعية .....	ضغوط التقاليد، ميراث،  ثقل التقليد، التمسك بالماضي، التماهي معه، يستنجد بماضيه .......

تربط بين الحقلين علاقة تضاد وانفصال، لأن التقليد بجميع أشكاله وتمظهراته يحول دون تحقيق الحداثة والتجديد، كما نلاحظ هيمنة المعجم المرتبط بالحداثة كون النص يعالج مفهوم الحداثة وما يطاله من إشكالات وصعوبات.

2)- عناصر الخطة الحجاجية في النص:

-الأطروحة: الحداثة مرتبطة بالحرية وبفاعلية الأفراد ومسؤوليتهم.

-نقيض الأطروحة: الحداثة هي التحديث الاقتصادي و السياسي والاجتماعي داخل المجتمع.

-التركيب: الحداثة ليست جانبا شكليا فقط بل هي فكر ورؤية جديدة للعالم.

3)-المنهج الاستدلالي المعتمد في بناء النص و عرض أفكاره:

- اعتماد منهج استدلالي استنباطي من خلال الانطلاق من العام (ذكر مفهوم الحداثة ومعالم الالتباس الطارئ عليه) إلى الخاص ( تحديد أسس ومقومات الحداثة وصعوبات تحديث المجتمع المغربي).

4)- الأساليب الموظفة في عرض القضية:

ـ أسلوب التأكيد: إن ما يفهم من الشعار...

 ـأسلوب التفسير: تفسير مقومات وأسس الحداثة (الرؤية التاريخية، أي إرجاع الأحداث...)
ـ أسلوب الإضراب: بل الحداثة.......

-أسلوب الاستنتاج: إذن فالمعنى المقصود.......، فالحداثة إلى حد ما قدر هذا العصر...

-أسلوب التعريف: تعريف الحداثة.

-أسلوب الشرط: إذا كان مفهوم الحداثة.... فإن ذلك لا يعكس...

-أسلوب السرد (توظيف الأحداث والوقائع للتفسير): الالتباس الذي يطال المفهوم

-أسلوب الوصف (إبراز مكونات المفهوم وعناصره): وصف أساس الحرية..

-أسلوب التشابه (تفسير المفهوم بمقارنته بمفاهيم شبيهة): الحداثة والتحديث.

-أسلوب الاستدراك: ولكن إذا كان.......، لكن كل خصوصية.....

     وقد وظفها الكاتب بهدف الإخبار والإقناع والربط بين مكونات وعناصر النص وبنائه بناء منطقيا استدلاليا.

5)- لغة النص وأسلوبه:   

 استعمل الكاتب في هذه المقالة لغة سهلة بسيطة تطغى عليها الجمل الخبرية، وأسلوب تقريري مباشر 
- تركــــــــــــــــــــــــيب:

النص مقالة تفسيرية شرح من خلالها الكاتب أسس الحداثة ومقوماته مع التأكيد على ضرورة تكاملها لتحقيق مجتمع حداثي متقدم ،وأن أي غياب بشرط يمكن أن يعصف بها مستدلا على ذلك بالمجتمع المغربي وكل هذا وفق تسلل منهجي للأفكار مع اعتماد طريقة استنباطية ولغة تقريرية وفي رأيي الشخصي لا يمكن بناء حداثة إلا بالعودة إلى ثقافة كل مجتمع وليس مجرد اتباع للغرب لأن ذلك سيسقطنا في متاهات نحن في غنى عنها.